مرحبا! ما ھو اسم طفلك؟
اخبرني لترى مفاجأتي!
يُعد الاستقلال أحد المراحل الطبيعية ضمن مراحل النمو في الطفولة المبكرة، ومع ذلك ثمة بعض الأشياء التي قد يقوم بها الآباء ومقدمو الرعاية والمعلمون لتعزيز مهارات التفكير المستقل بما يضمن تنشئة أطفال يتمتعون بعقليات ناضجة نامية تفيدهم في المستقبل.
وفيما يلي نناقش بعض أفضل الاستراتيجيات لتطوير مهارات التفكير المستقل لدى أطفالنا.
1. الابتعاد
ربما يكون ذلك أصعب ما يمكن القيام به ولكنه الأهم متى يتعلق الأمر بتربية مفكرين مستقلين. نندفع مسرعين بطبيعة الحال لمساعدة أبنائنا عندما تواجههم أية صعوبات، وهذا بدافع الحب والحنان، ولكن إذا ما فعلنا ذلك في كل مرة، فإننا نحرمهم فرص التعلم والاستكشاف اللازمة. لذا، في المرة القادمة التي يواجهون خلالها صعوبة في ارتداء أحذيتهم أو تعثر في الجزء العلوي من لوح التسلق، يجب أن تتنظر وتفكر. إذ يمكنك توجيههم بالكلام دون تدخل والقيام بالأمر بدلًا منهم وذلك عن طريق توضيح خطوات إنجاز الأمر والنجاح فيه، ومن ثم دعهم يكتشفون كيفية إدخال أقدامهم في الحذاء وأن يجدوا طريقهم إلى أسفل اللوح بأمان.
2. حرية الاستكشاف
إن منح الأطفال فرصة الاستكشاف مع توخي عناصر السلامة والأمان والسماح لهم بتقرير كيفية استغلال أوقاتهم من أهم عوامل تنشئة مفكرين مستقلين. فعادة ما نخطط لهم ما قد يحدث في اليوم التالي بصفتنا بالغين دون الرجوع إليهم واستشارتهم، إلا أنه يحتاج الطفل لبعض الوقت لاستكشاف العالم من حوله. لذا، يتعين توفير لحظات يمكن للطفل خلالها تقرير ما يمكن فعله من اللعب بلعبة مفضلة إلى تصفح الكتب وربما استكشاف شيء عشوائي، فالشاهد هنا أنه لديهم القدرة على اتخاذ القرار بشكل مستقل وفقًا لتفضيلاتهم الخاصة.
انطلاقًا من النقطة السابقة، يُعد توفير خيارات متنوعة أحد العوامل التي يجب مراعاتها لتنشئة مفكرين مستقلين. امنح طفلك حرية الاختيار متى كان ذلك ممكنًا ومناسبُا. فعند الوقوع بين خيارين، يضطر الأطفال عندئذ لاستخدام مهارات التفكير واستحضار ذكريات التجارب السابقة لتقييم إيجابيات وسلبيات كل خيار على حدة. على سبيل المثال، "أي الطرق نسلكها للعودة إلى المنزل من الحضانة أو أسرع الطرق إلى المنزل أو الطريق الذي يقودنا إلى حديقة اللعب...إلخ. هذه الخيارات البسيطة تنطوي على الكثير مما يجب مراعاته، فإن الطريق السريع يعني سير أقل وبالتالي العودة إلى المنزل أسرع حيث ألعابي كما أنني جائع.. و لكن هل أخسر فرصة اللعب في الحديقة، فربما أجد أصدقائي هناك..."" فمثل هذه الخيارات تخلق فرصًا لممارسة عمليات صنع القرار والتي تمثل أمرًا ضروريًا لتربية مفكرًا مستقلًا.
4. المشاركة والتعاون
مشاركة مشكلة يعني بالضرورة التعامل معها بشكل أفضل. يواجه الكبار المشكلات، لذا لما لا نسألهم مشاركة أفكارهم ومساعدتهم لحل المشكلة متى يلحظون ذلك. على سبيل المثال، سكبت شيئًا على الأرض، ماذا أفعل؟ أو كسرت شيئًا.. كيف يمكنني إصلاح ذلك؟ ولا شك أننا سنندهش من كم الفرص المتاحة في اليوم لتحفيز قدرات أطفالنا على حل المشكلات.
5. تعزيز عقلية النمو
يزدهر الأطفال ذوي العقليات النامية عند مواجهة التحديات، إذ يتعاملون مع "الإخفاقات" على أنها فرص للتعلم، و يعكسون مرونة وقدرة على التأقلم عندما تتعقد الأمور. بدراساتها الفارق بين الأشخاص ذوي العقليات الثابتة والمتطورة (النامية) على مدار عقود، توصلت كارول دويك، مختص علم النفس التطوري، أنه ثمة روابط مباشرة لإدراك السعادة وتحقيق النجاحات تبعًا للعقلية التي تم تطويرها. عندما يتعلق الأمر بتربية أطفال مفكرين و مستقلين، فإنه يتعين التفكير في طرق تعزيز عقليات النمو وغرسها في نفوسهم ومن ضمن أهم هذه الطرق وفقًا لـ(دويك) مدح أطفالنا، فبدلًا من استخدام عبارات المدح العامة "أحسنت!" أو "فتى ذكي" يجب أن نركز مديحنا على الجهد وليس الإنجاز. على سبيل المثال، نجح ابنك في ارتداء حذائه بمفرده، فبدلًا من قول "رائع.. لقد ارتديت حذائك" فإنه يمكن إعادة صياغتها لتكون " لقد حاولت جهدًا أن ترتدي حذائك وقد فعلت كل ذلك بنفسك!"، أو عندما تحاولان سويًا حل أحجية الصور المقطعة، فيمكن عندئذ مدح طفلك قائلًا "أحب الطريقة التي تحرك بها القطع لتعرف إذا كانت مناسبة أم لا!"
إن تربية أطفال مفكرين مستقلين يعني بالضرورة إعدادهم لقيادة مستقبل ناجح، إذ تعد الثقة والتقدير المعقول للذات والإرادة الحاسمة جميعها أدوات قوية في حياة البالغين. لذا، علينا أن نتذكر دائمًا أن الأفعال البسيطة الآن، تخلق بالغين سعداء وناجحين في المستقبل.